آخر الأخبار

جاري التحميل ...

القناة و الغزو الأشوري لمصر ..!!

 القناة تدفع ثمن النزاع والأشوريون يغزون مصر ...






مصر قديما ...

قبل ظهور الإنسان وفي العصور الجيولوجية سحيقة القدم، لم تكن صورة خريطة مصر كما استقرت عليه في عصور ما قبل التاريخية، فقد كان البحران الأحمر والأبيض بعد ظهورهما على الأرض، يتصلان وينفصلان نتيجة حركات القشرة الأرضية التى تحدث على مدى ملايين السنين، فيتغير شكل الخريطة تبعًا للتغيرات الجيولوجية. 
 
خلال عهود الأسرات الثانية والعشرين حتى الرابعة والعشرين كان الخسران هو"ديدن" البلاد على كل المستويات، خاصة في الحروب الخارجية، وتفشى الانقسام وقوى أمراء الأقاليم، فتفككت البلاد وتراجع دور مصر فلم تعد تلك البلاد التى تبهر العالم، حيث انتشرت الفوضى نتيجة الصراع حامي الوطيس بين أمراء الأقاليم الذين قوت شوكتهم على حساب السلطة المركزية التى ظلت تتهاوي تحت سطوة الاضطرابات الناتجة عن هذه الصراعات، غير أنه كاد أحد أمراء الأقاليم في غرب الدلتا وهو "تف نحت" الأمير القوي والطموح، أن يعيد توحيد البلاد تحت إمرته؛ لأنه كان أقوى أمراء الأقاليم حينئذ، فبالفعل استطاع السيطرة على غربي الدلتا ثم شرقيها، فدان له شمال البلاد بالكامل ثم تقدم إلى منف ذات المكانة العظمى في البلاد موقعا ومعنى وكانت لا تتم السيطرة على البلاد إلا لمن يدخل منف منتصرا، ثم تقدم إلى مصر الوسطى ليتم مشروعه بإعادة توحيد مصر المفككة وكاد تف نخت أن يفعلها لولا أن قدم الكوشيون الذين يعيشون جنوب النوبة بقيادة ملكهم "بعنخي" وحاربوا تف نخت وأوقعوا به الهزيمة، واستسلم لهم بالفعل، غير أنه بعد عودة بعنخي لبلاده، عاد تف نخت، فلم يعترف بحكم بعنخي كملك على البلاد. 
 
وحسب رؤية لعالم الآثار الكبير الدكتور أحمد فخري في كتابه "مصر الفرعونية" فإن كلا من بعنخي وتف نخت، كانا قويين ومخلصين يريدان تخليص مصر من الفوضى والانقسام، لكن شاء القدر أن يتصادما، فقال فخري: "لقد دافع كل منهما عما يعتقد أنه حق وله فيه مصلحة للبلاد وربما كان من سوء الطالع أن يصطدم هذان البطلان ولكن مهما كان الأمر، فإن حياة كل منهما وأسلوب كفاحه يدل على وعي قومي ويقظة وطنية، جاء أحدهما من الجنوب وجاء الآخر من الشمال وكان هم كل منهما أن ينقذ مصر مما حل بها من تفكك وما آلت إليه من انهيار". 

 
وانتهى الأمر بأن صارت مصر منقسمة ما بين الشمال والجنوب، فملوك نباتا الموشيون يرون أنهم مدعومون من كهنة طيبة الناقمين على الشمال منذ عهد الأسرة الثانية والعشرين، فقد كان الكوشيون يرون أنهم هم أيضا، مصريون خلص رغم سواد بشرتهم وأنهم أحق بحكم مصر، فهم يؤمنون بإله الإمبراطورية القديمة وملك الآلهة "آمون رع" ويرعون مركزه الديني الكبير في طيبة ولم يتعاملوا مع المصريين أبدا على أنهم غرباء عنهم، مع اختلافهم في الأصول الجنسية وهم قد جاءوا من مملكة نباتا ليشكلوا الأسرة الخامسة والعشرين ويحكموا مصر حكما مباشرًا. 
 
وعلى أي حال فحسب رؤية العالم الكبير أحمد فخري، فإن كلا من الأسرتين الرابعة والعشرين والخامسة والعشرين، قد شهدتا ولادة الوعي الوطنى عل ما وقع بينهما من صراع، إلا أنه في النهاية كان بدء النهضة الكبيرة في طول البلاد وعرضها هي النتيجة التى ظهرت فيما بعد. 
 
وظهرت قوة الأشوريين من الشرق وهم الذين كانوا قد استهزءوا بمصر وقوتها، بل حدثنا سفر الملوك الثاني في العهد القديم من الكتاب المقدس، أن الملك الأشوري سنحاريب، سخر من مساعدة مصر لسكان المدن الفلسطينية فوجهه إليهم رسالة خاطب فيها حزقيا قالا: "على من اتكلت، حتى عصيت علي؟.. هوذا قد اتكلت على عكاز هذه القصبة المرضوضة، على مصرالتى إذا توكأ أحد عليها دخلت في كفه وثقبتها.. وهكذا هو فرعون مصر لجميع المتكلين عليه".. ( الملوك الثاني الإصحاح 18: 20-22).
وبعد طول خطوب سقطت البلاد في يد أشور بانيبال، فخرب ودمر وعاث في الأرض فسادا ثم مضى. 
 
ودخلت البلاد في منحنى تاريخي خطير كاد يودى بها إلى الهاوية ما بين الفوضى والاحتلال الأشوري، حتى قيض الله لها رجلا يدعى "بسمتيك" وكان عسكريا إداريا سياسيا بارعا استطاع أن ينهي الاحتلال الأشوري ويقهر تمرد رؤساء القبائل ومحاولات استقلال حكام الأقاليم وكبح جماح الأثرياء والإقطاعيين وتمكن من أن يعيد وحدة البلاد وتماسكها من خلال جيش قوى استعان فيه بأبناء الإغريق الذين هاجر أسلافهم إلى مصر وربما كان هذا هو المظهر السلبي، غير أن مصر بسبب ذلك الجيش استطاعت النهوض من كبوتها. 
 
وخلال 54 عاما (663- 609 ق.م) هي مدة حكم بسماتيك الأول، استطاعت مصر أن تعيد كثيرا من قوتها وهيبتها خاصة بعد أن سار بسماتك على خطى أحمس العظيم وطارد فلول الأشوريين حتى ما بعد فلسطين ليوطد للنفوذ المصري هناك، غير أنه لم يتمكن من استئصال شأفتهم، كما فعل أحمس مع الهكسوس الذين لم تقم له قائمة بعده.
ولم يكتف بسمتك بالجيوش البرية فقط، بل أعاد قوة مصر البحرية من خلال أسطول حربي قوي، فتأمين البحر لا يقل أهمية عن تأمين البر. 
 
وعادت على يد بسمتيك آخر ملوك مصر القديمة العظماء، مصر كقوة لها وزنها في العالم القديم، بل نهض الفن المصري فقد يممت الأسرة التى حكمت من "صا الحجر" وجهها نحو التراث المصري القديم، فمن مميزات العهد المصري القديم المصطلح على تسميته "بالفر عوني" أنه ظل متصلا رغم تقلب الدهور واختلاف العهود، فظهرت حركة بناء ونحت ونقش ورسم على غرار العهود المجيدة الغابرة وتم تكريم الملوك القدماء، حتى الذين حكموا في العهود الأولى، لنرى تمثالا صغيرا يمثل الملك خوفو "الأسرة الرابعة" والذي اشتهر بلقب "الحكيم" مما يؤكد اعتزاز ملوك هذا العصر المعروف تاريخيا بالعصر الصاوي نسبة إلى صا الحجر التى اتخذها ملوك الأسرة السادسة والعشرين عاصمة لمصر، بتاريخ هذا البلد وملوكه الأقوياء ولو فصلت بينهم آلاف السنين. 
 
ثم خلف بسمتيك ولده "نخاو" الذي حكم في المدة من (609/610- 594 ق.م) ذلك الذي أراد السير على خطى تحتمس الثالث كما سار أبوه على خطى أحمس الأول، حتى تمكلك فلسطين وسوريا وفينيقيا وجاوز الفرات غير أن جيوش نبوبختنصر البابلي ردته منهزما، ليعود إلى مصر مكتفيا بتأمينها من الغزو واهتم بالشئون التجارية حتى راجت التجارة بفضل اليونانيين الذين انتشروا في البلاد وصارت مصر وليبيا مقصدا لهم، فأقاموا جاليات ومراكز تجارية ضخمة لهم في ربوع مصر

عن الكاتب

مُصطَفـيَ شـوقـيَ

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة لـ

~| مَـعَ🖊قَلَمِـيّ|~🥊🥇🎬

2017