ٍ[ۛٵ̍بــﯡۥ إبــڕٰا̍هــٻۧــمۘ] "يحيى إبراهيم حسن السنوار"
### مقدمة
يعتبر يحيى السنوار واحداً من أبرز القادة الفلسطينيين في العصر الحديث، ويُشكل رمزاً من رموز المقاومة الفلسطينية. وُلدَ في ظل صراعٍ مُستمر ودامٍ، وأصبح جزءاً لا يتجزأ من التاريخ الفلسطيني، بل لقد صار رمزاً وأيقونة لدي كل الشعوب العربية المؤمنة بأن عدوها الأول والدائم هو دويلة الكيان الواهي المُحتل في هذا المقال، سنستعرض مسيرته منذ نشأته وحتى اللحظات الأخيرة من حياته، مستعرضين أبرز المحطات التي ساهمت في تشكيل شخصيته ورؤيته السياسية وكم المُعاناة التي خاضها بطيب نفس حتي إرتقت روحه لخالقها ، ونحتسبهُ عند بارئهِ شهيداً.
إنهُ من المفارقات التي رُبما قد تُلاحظها خلال مسيرة البطل الشهيد/ يحيى إبراهيم السنوار، أنهُ ولد وأغتيل (إرتقي شهيداً) وأطلق الطوفان "طوفان الأقصي" في شهر أكتوبر، وكأنهُ شهرهُ المُفضل أو وكأنما إختاره بعناية شديدة ليكون شهرُه الأول والأخير.
### الميلاد والنشأة
وُلد يحيى إبراهيم حسن السنوار في 29 أكتوبر 1962م في مدينة خان يونس، غزة.أرض الإباء والعزة، موطن الرجال، ومسقط الأبطال - نشأ أبو إبراهيم في عائلة فلسطينية تقليدية، حيث تأثر منذ صغره بالأحداث السياسية والتاريخية التي مرت بها فلسطين. كان والده الذي قاوم الغاصبين من أحفاد الـ ـقـ ـردة والخـ ـنـ ـازيـ ـر، منذ وطأت أقدامهُم أرض العزة والنضال والذي تعرض للإعتقال في سنوات الإحتلال الأولى، مثالًا للقوة والعزيمة، مما أثر على شخصية يحيى مُنذ صغره.
خلال سنوات دراسته، إلتحق يحيى بمدرسة خان يونس الابتدائية ومن ثم الثانوية. كان يتمتع بذكاء حاد وقدرة على التفكير النقدي، مما جعله يتفاعل مع الأحداث السياسية من حوله. وفي عام 1980، إلتحق "أبو إبراهيم" بالجامعة الإسلامية في غزة، حيث درس الأدب العربي.
### الإنخراط في العمل السياسي
بدأ يحيى السنوار نشاطه السياسي في أوائل الثمانينات، من خلال إنخراطه في حركة "حماس". ومع تصاعد الأحداث السياسية في المنطقة، سرعان ما أصبح جُزءاً من قيادات الحركة، حيث لعب دوراً بارزاً في تنظيم الأنشطة السياسية والإجتماعية. كان يُعتبر من القادة الشباب الذين أمنوا بأهمية العمل الجهادي في مواجهة الإحتلال الصهيوإسرائيلي.
### الإعتقال والسجن
في عام 1989، تم إعتقال "أبو إبراهيم" من قبل الإحتلال الإسرائيلي بسبب نشاطه في "حماس". تعرض للاعتقال لفترة طويلة، حيث قضى نحو 22 عاماً في السجون الإسرائيلية. خلال هذه الفترة، تمكن من تنظيم العديد من الأنشطة السياسية داخل السجن، وأصبح رمزاً للصمود والمقاومة بين الأسرى الفلسطينيين. كان له دور بارز في تأسيس "حركة حماس" داخل السجون، ورفع الروح المعنوية للأسرى، وعلي العكس تماماً لم يتمكن السجن من إثنائه أو كسر روحه وعزيمته بل علي العكس كانت كأنما هي نار مُتقدة تزداد إشتعالاً بمرور الأيام والسنوات، وتلك الليالي التي قضاها هناك جعلته ينظر لما هو أبعد من مجرد أسر إنها نظره للأفق القريب البعيد، نظره علي الطريق ، ونظره للغد القادم والأمل المنشود.
إعتُقل للمرة الأولى بعام 1982 بسبب نشاطه الطلابي وكان عمره في حينها 20 عاماً، وكان الإعتقال لمدة 4 أشهر وأعيد إعتقاله بعد أسبوع فقط من إطلاق سراحه، ومكث مسجوناً 6 أشهر من دون محاكمة، وفي عام 1985 إعتُقل مجدداً لمدة 8 أشهر.وبِـ 20 يناير 1988، أعتُقل مرة أخرى وحوكِم بتهم تتعلق بقيادة عملية إختطاف وقتل جنديين إسرائيليين، وقتل 4 فلسطينيين يشتبه في تعاونهم مع إسرائيل، وصدرت في حقه 4 أحكام مؤبد ؛ أربعمائة ستة وعشرون سنة (مدتها 426 عاما).
تم الإفراج عن يحيى السنوار في عام 2011، بعد صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل "صفقة شاليط ". الرقيب في الجيش الإسرائيلي الذي أسرته حركة حماس في خضم ما يسمى (عملية الوهم المتبدد) وقد كان محمد السنوار شقيق أبو إبراهيم أحد خاطفي الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط". وبعد عودة الشهيد/ يحيى إلى غزة وجد نفسه في خضم أحداث سياسية متسارعة، حيث كانت "حماس" قد حققت فوزًا كبيرًا في الإنتخابات التشريعية. وأصبح السنوار أحد القادة البارزين في الحركة، حيث تولى مناصب قيادية في صفوفها.
أما شقيقُه محمد إبراهيم حسن السنوار (رجل الظل والميت الحي) فهو المطلوب الأول حالياً لدي دويلة الإحتلال حيث تتهمه إسرائيل بأنه "العقل المدبر" لعدد كبير جدًا من العمليات الهجومية الفلسطينية، لا سيما "عملية الوهم المتبدد"
يقول الرئيس السابق للإستخبارات بجهاز الموساد الإسرائيلي: "كان محمد السنوار دائمًا أكثر أهمية من أخيه يحيى"
نجا محمد السنوار من أكثر من ستة محاولات إغتيال إسرائيلية وأصيب خلالها، منها محاولة تصفيته في 11 أبريل 2003 بواسطة زرع جسم مُتفجر في جدار منزله بمدينة خان يونس، وكانت آخر هذه المحاولات خلال "معركة سيف القدس" في مايو 2021. في 24 أكتوبر 2004 هدمت القوات الإسرائيلية منزل عائلته، وفي حرب غزة عام 2014 قصفت إسرائيل بيته.
### القيادة في غزة
بعد صعود يحيى "أبو إبراهيم" في صفوف القيادة، أصبح السنوار شخصية محورية في السياسة الفلسطينية. عُيّن قائدًا لـ "حماس" في قطاع غزة، حيث عمل على تعزيز سيطرة الحركة وتطوير إستراتيجيات المقاومة. وكان من أبرز إنجازاته هو إعادة بناء القدرات العسكرية لـ "حماس"، وتحقيق نوع من التوازن في الصراع مع الاحتلال، وساهم مع شقيقه محمد صاحب اليد الطولى في فكرة "الأنفاق" التي أضجت مضجع كل قادة وعسكري دولة الإحتلال.
### الصراع مع الإحتلال
تحت قيادته، شهدت غزة تصعيداً في الإشتباكات والصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، حيث كان ينظر إليه كأحد المهندسين الرئيسيين للعمليات العسكرية. أستمر في العمل على تطوير الصواريخ والقدرات العسكرية وإستراتيجيات الصراع، مما جعله هدفًا للعمليات الإسرائيلية بالعديد من محاولات القتل والإغتيال.
ويعتبر السنوار (62 عاما) العقل المُدبر، المُحرك والفتيل لِـ "طوفان الأقصى" 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كما كان على رأس القائمة السوداء لدويلة الإحتلال ومدرجا ضمن لائحة المطلوبين للولايات المتحدة وفق بيان للخارجية الأمريكية. كما كان من بين قادة حماس الذين طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية في 20 مايو/أيار إصدار مذكرة توقيف بحقهم ويا للعجب!! مع من إحتوتهم تلك المذكرة، إلى جانب نتانياهو وغالانت "مُـ جـ ـرمَـيّ تِلكَ الحَـ ـرب".### لحظات من التوتر والمواجهة
تعددت المواجهات بين "حماس" والجيش الإسرائيلي خلال فترة قيادته. شهدت غزة سلسلة من الحروب، أبرزها حرب 2014، التي تسببت في دمار واسع النطاق في القطاع. بالرغم من الخسائر الكبيرة، إلا أن السنوار إستطاع أن يعزز من مكانته كقائد لم يشأ الإستسلام أبداً.
### إغتياله "إستشهاده وإرتقاؤه لخالقه"
في صباح 7 أكتوبر 2024، تعرض يحيى السنوار لعملية إغتيال نفذتها طائرات الإحتلال الإسرائيلي. أثارت العملية ردود فعل غاضبة في الشارع الفلسطيني، وأعتبرت ضربة قاسية لمقاومة الشعب الفلسطيني، ولكن الشئ بالشئ يُذكر فإن الإحتلال بجيشه، قواته ومخابراته وجهازه الأمني لم يتمكن من التعرف علي أبو إبراهيم أو تحديد هويته سوي بعد أن إرتقي شهيداً وبعد أن قاموا بفحص عينات من أسنانه وأثار من الحامض النووي (D.N.A) المحفوظة لديهم منذ فترة إعتقاله، وقيل إن "الذي حدث (بإستشهاد السنوار) هو أن (رجُلاً إستثنائياً قُتل قتلاً عادياً لا يليقُ أبداً ببطلٍ ومُقاتل مثلُه) لأن السنوار إستُشهد في إشتباك ضد وحدة إسرائيلية من المشاة في عملية روتينية، ولم يكن الجنود يعرفون أنه بين ثلاثة مقاتلين من حركة حماس. في اليوم التالي، أكتشف جيش الإحتلال مصادفةً أن بين القتلى شخصا يُشبه يحيى السنوار. العملية لم تكن مقصودة ولا ثمرة لإحدى العمليات اللافتة التي إستطاعت دولة الإحتلال من خلالها أن تقتل بها قادة من طينة يحيى "أبو إبراهيم" السنوار".
ويذكر أن "عصا السنوار" قد تحولت لأيقونة مقاومة عالمية، وأدرجت عصا القائد الشهيد والتي ألقاها في معركته الأخيرة على طائرة مسيرة "درون" تتبع دويلة الإحتلال، موسوعة الأمثال الشعبية العربية الحديثة ؛ فكتب: "رَمَيّتُهُ بِعَصَاَ السِنْوُاَرّ".
هذا ومن جانبها بثت إذاعة جيش الإحتلال، نبأ إستشهاد زعيم حركة حماس "يحيى السنوار" في غزة، وكان برفقته شخصان أخران وجميعهم مُسلحين.
وبحسب المصادر، فالمبنى الذي كان يقيم فيه السنوار كان محاصراً، بكتيبة مدعومة بأليات ثقلية ودعم جوي وتم العثور على سترة عسكرية مليئة بالقنابل اليدوية على الجثة.
وجاء تسلسل الأحداث بحسب إذاعة جيش الإحتلال: عند الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء، رصد جندي من الكتيبة 410 في الجيش الإسرائيلي شخصاً يدخل ويخرج من أحد المنازل في حي تل السلطان برفح، وبدأت قوة مشاة بالتحرك نحو الهدف على أساس أن هناك مُسلحين ضمن المقاومة.
وفي تمام الثالثة عصرًا بنفس اليوم، تم رصد ثلاث شخصيات تدخل وتخرج من منزل إلى آخر. حينها تم الإشتباه أن هؤلاء مسلحون، ويُعتقد أنهم من رفقاء السنوار الذين حاولوا فتح الطريق أمامه. عندها أطلقت القوة النار عليهم بهدف إصابتهم.
إنقسمت مجموعة السنوار، حيث دخل هو إلى مبنى ودخل الآخران إلى مبنى مواجه، وصعد السنوار إلى الطابق الثاني. عندها أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة على هذا المبنى.
دخل قائد فصيل من الكتيبة 450 إلى المنطقة المحيطة بالمبنيين، وإندلع إشتباك عنيف، وألقى قنبلتين تجاه السنوار ورفاقه، مما أدى إلى إنقطاع التواصل بينهم.
أحضرت القوة طائرة بدون طيار، وشاهدت شخصاً (تبين لاحقًا أنه السنوار) مصابًا في يده وملثماً، حيث كان السنوار جالسًا في الغرفة، وحاول إلقاء عصا خشبية على الطائرة. وبعد ذلك، أطلقت الدبابة قذيفة أخرى.
وهذه المرة دخلت القوة للتمشيط، وحينما دخلوا ورأوا الجثث، لاحظوا أن هناك تشابهاً بين إحدى الجثث ويحيى السنوار "أبو إبراهيم".
كما أكد ذات الموقع إن "تشريح جثة البطل الشهيد/ يحيى أظهر إصابته برصاصة في رأسه، كما عثر على آثار طلقات نارية على جسده، بما في ذلك أغلفة القذائف. وأوضح بأن أبو إبراهيم إستُشهد مُتأثراً بجراحه ربما لإنهيار المبنى وشظايا القذائف بما فيها تلك التي أطلقتها دبابة الإحتلال ميركافا وصاروخ ماتادور"، وكشف طبيب التشريح التابع للكيان المُحتل بأن الشهيد ورفقائه لم يتناولوا طعاماً منذ ثلاثة أيام، وما نستطيع قوله في حق الرجُل هو: أن "السنوار عاش مقاوماً حتى النفس الأخير".
### الخاتمة
يمثل يحيى السنوار رمزًا من رموز النضال الفلسطيني، حيث عايش صراعات وتحديات كبيرة. تاريخه مليء بالنجاحات والإخفاقات، لكنه بقي دائمًا ملتزمًا بقضية شعبه. تتجلى إرثه في الجهود المستمرة للمقاومة والمطالبة بحقوق الفلسطينيين ، الأجساد تسقط لكن الكلمات أبداً لا تموت ودوماً الأرواح وطنها هناك بالأعلي :في السماء" ، فهم قالوا: "أغلقنا الحساب مع السنوار"، لكن الحرب لم تنتهي بعد..
تخليداً لذكرى البطل - من حسابي علي تيك توك..
https://www.tiktok.com/@lionides79/video/7429993871418985735
---
- يحيى السنوار
- أبو إبراهيم
- حركة حماس
- المقاومة الفلسطينية
- التاريخ الفلسطيني
- النضال الفلسطيني
- الصراع مع الاحتلال
- ولد واغتيل وأطلق طوفان
- السنوار عاش مقاوماً حتى النفس الأخير
#يحيى_السنوار #أبو_إبراهيم #حركة_حماس #المقاومة_الفلسطينية #التاريخ_الفلسطيني #النضال_الفلسطيني #غزة #الاحتلال_الإسرائيلي #حقوق_الفلسطينيين #القدس #الأسير #الحرية #جلعاد_شاليط #الإحتلال #فلسطين #الشاباك #الموساد #رجل_الظل #الميت_الحي #طوفان_الأقصى #نتانياهو #غالانت
---
المصـادر/
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D9%89_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B1
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%81%D9%82%D8%A9_%D8%B4%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%B7
https://www.ynet.co.il/news/article/hybx2djxje#autoplay