هل حقاً من الممكن أن يُسلم أحمد الشرع أحمد المنصور؟
بعد إحتجازُه وإعتـ،ـقـ ـالُه من قبل السُلطات في سوريا؟
"المسؤولية تُبدل أطوار النفوس"
##مقدمة
هُناك فارق كبير جداً بين الثائر في ثورة لأجل هدم بُنيانٍ فاسد وبين الساعي نحو بناء دولة وتعزيز كيانُها والإعتماد علي التوازن والموائمة لأرساء جنبات بنيان مُتصدع علي وشك السقوط ومحاولة إسعاف هذا الذي يوشك أن ينقض والتاريخُ مليئٌ بالأمثلة
إنظر معي ؛ الأستاذ/ عباس محمود العقاد في بداية كتابة (عبقرية عُمر)
وبأول صفحة من كتابة هذا يقول:- "المسؤولية تُبدل أطوار النفوس" فماذا كان يعني الأستاذ العقاد من ذلك؟
يعني أن تنظُر لسيدي عمر بن الخطاب وسيدي أبو بكر الصديق رضي الله عنهم وعن كافة صحابة رسولنا الكريم أجمعين
سيدُنا عُمر بن الخطاب كان رجلاً قائداً قوي الشكيمة، حاد وجاد وصعبٌ جداً أن يُقاد، وذاك قبل أن يتولى أمر المُسلمين - كان رجلٌ قويٌ جداً، رجلٌ بكفه وقريشٌ كلها بكفه، رجلٌ لا حاجة له بالنقاش بل الصرعه أو المُصارعه (كي يطرحُك أرضاً ويعلن إنتصاره) هذا ما نشأ عليه، يمشي كأنه راكب، يقول لقُريش وهو خارج من مكة مُهَجراً :-
"مَنْ أَرَاَدَ أَنْ تَثكِلَهُ أُمُه وَيُؤَتَمُ وُلَدُه وَتُرَمَل زَوُجَتُه فَليَلقَنِى خَلفَ هَذَا الوُاَدِيّ..."هذا الصنديد يُصبح أمير المؤمنين ليتحول إلى رجُلٍ في غاية الضعف بل والخوف، رجل لديه كَم لا ينضب من الرحمة هذا الذي شج جانب وجه أخته حينما صفعها وقت أن عَلِم بإسلامها، هو نفسه الذي قالت له السيدة أنا أغلي الماء حتي ينام أطفالي الجوعى فذهب وعاد حاملاً الدقيق علي كتفية كي تطعمَ أولادها، هذا هو سيدي عُمر ، وسيدنا أبو بكر الذي قيل عنه أنه كان رجُلاً كثير البكاء في الصلاة ولكن حينما صار خليفة المُسلمين كان رجُلاً شديدٌ في الحق وقال :-
"وَالله لَوُ مَنَعِوُنِيّ عِقَاَل بَعِيّرٍ كَاَنَوُاَ يُأَدُنَهُ لِرَسِوُلّ الله لَحَـ،ـاَرَبّـ،ـتُهُمّ عَلِيّهِ..."
##السيناريوهات المتوقعة
- السيناريو الأول:-
* وإليك أيضاً ما كان في الحـ،ـرب العالمية الثانية من دمـ،ـار تعرضت لهُ فرنسا وستجد أن شارل ديجول وخلال محاولته إستعادة فرنسا بعدما أُحتُـ،ـلها الألـ،ـمان قد لجأ إلي الأستعانة بالأنجليز الذين إحتضنوه ووضعوا لهُ منبراً يدعوا من خلاله لتحرير بلاده من ناحية وبالجهة الأخري كان هجاءاً للنـ،ـازيـ،ـة العدو الأول للحُلفاء وأريد أن أخبرك بمعلومة في غاية الغرابة حول ما فعله ديجول وهو أن أصدر أمراً أو تحديداً موافقة علي أن يقوم الأسطول الملكي الإنجليزي خلال الحرب العالمية الثانية بضـ،ـرب وتـ،ـدميـ،ـر جزء من الأسطول الفرنسي والمرابط في الجزائر وكان يشكل جزءاً كبيراً يحوي مراكب حربية وفرقاطات وطرادات موجودة في الجزائر من أموال الفرنسيين وتابع لدولة فرنسا ويرفع علمها، لكن شارل ديجول وهو بالمنفى وافق على ضرب هذا الأسطول الفرنسي الموجود في الجزائر وتدميره بالكامل فيما عُرف بِـ "معركة مرسى الكبير" وتم في 3 يوليو 1940،
ورغم أن عدد الضحايا والذي كان بالمناسبة رقماً كبيراً من البحارة والضباط والجنود المجندون للخدمة في هذا الأسطول وبالمناسبة جميعهم فرنسيون أباً عن جد (لكنها المصلحة يا عزيزي) هذا الاسطول كان يُشكل خطراً على دول الحُلفاء إنجلترا وأمريكا وكندا إلخ والتي تسعى لتحرير فرنسا من نير الإحتلال النـ،ـازي ولذا إستشاروا ديجول فوافق علي قـ،ـصف الإسطول وتدميره، لأنه يُشكل خطر ومن الممكن أن يلعب دوراً مع المانيا وإيطاليا وباقي دول المحور وبالفعل ضُرب هذا الأسطول ودُمرَ في الجزائر بعدد كبير جداً من الجنود والضباط البحارة الفرنسيين، أسطول فرنسي بأموال فرنسية لكن شارل ديجول وافق علي ضربه،
تلك أجندة الثائر في تكنيك حربي يُعرف بِـ "الأرض المحروقة" وتلك هي عقلية الثائر، الذي لا يسمح أبداً لعدوه بإمتلاك سلاحه ويدمره بيده كي لا يحصُل الأخير عليه تماماً كوقت الثورة أما حينما إعتلى ديجول سدة الحكم، وتولي رئاسة الجمهورية الفرنسية وبدأ البناء فكان لديه إملاءات، إحتياجات وموائمات تكفي - أحمد الشرع الأن لديه سوريا أولاً - دولة تحتاج لبناء بعد أكثر من ثلاثة عشر عاماً من الركام والدمار وبنية مُتهدمة تحتاجُ بناء وتحاول أن تقف على أقدامُها دولة لديها ما يكفي من أزمات وكذلك ضغوط كبيرة من دول كثيرة وحسابات لابد وأن تُدفع أنا الأن أُحادثُك بما يُعرف بِالواقعيه السياسية لكن هُناك أيضاً أخلاق وهذا هو الحصن الأخير أن لا يُسلم أحمد المنصور نعم أعلم أن هناك ضغوط تُمارس علي أحمد الشرع ، ونعم هو يقوم ببناء دولة وإستيعاب شعب ولكن هذا لا يتنافي أبداً مع أخلاق الفرسان التي يتعشم الجميع بها بك.
##الخاتمة
هل حقاً من الممكن أن يتخلي أحمد الشرع عن رفيق السـ،ـلاح والجـ،ـهاد والوقوف أمام الظُلـ،ـم والإستـ،ـبداد وأن يُضحي برفاقه أمام الضغوط وسعياً منه خلف إستقرار وأمن لبلاده ، هُناك أمثلة كثيرة كانت عبر التاريخ هذا ما شاهدناه ولكن هل يكون نفس السيناريو اليوم، من لم يفهم التاريخ لن يستطيع أن يحيا الواقع ، ولن يتمكن من رؤية المُستقبل، وبالنهاية ستُخبرُنا الأيام القادمة عما يُمكن أن يكون، فلا تنسي المتابعة كي يصلُك جديد ما ننشر فور طرحه ويمكنك تصفح مقالاتُنا السابقة..
- أتشرفُ جداً بمُتابعتكُم، أستفيد وأتعلم من أرائكم ومقترحاتكُم، يمكنكم التواصل معي على فيسبوك، تويتر، أنستجرام وتيك توك .
امنياتي للجميع بالتوفيق في الحياة ، إلى اللقاء في مقالة جديدة قريباً إن شاء الله - أترككُم في رعاية الله وأمنه..