ضربة واحدة وكان التاريخ الذي نعرفه سيتغير !
فرقة (الخالدون) الفارسية - كيفَ نجا منهم الإسكندر الأكبر؟
الكتيبة التي دمرها سيدُنا سعد بن أبي وقاص يوم القادسية..
##مقدمة :-
لا أحد يستطيع أن يُنكر ما وصل إليهِ القائد الروماني المغوار (الأسكندر الأكبر) المقدوني المعروف بأسم الإسكندر الثالث المقدوني بن فيليپ الأعور ولا ما حققه من إنتصارات أو كونه أحد القادة العظام عبر التاريخ ولكن مالم يذكر أنه أيضاً واجه جنود من أصحاب البأس الشديد والذين قاوموا زحفه نحو بلادهم بشجاعة وقوة نادراً ما تجدها ونحنُ هُنا لا نتحدث عن جيوش وإنما فقط فيلق أو كتيبة من جيش، وقد ذكر التاريخ أن القوة المكافأة أو المواجهة للرومان في تلك الحقبة كان الفرس قُطب القوة الأخر.
##نشأة فرقة الخالدين :-
(الحرس الشخصي للملك الفارسي)
- الأمبراطورية الفارسية كانت واحدة من أقوى وأهم الأمبراطوريات على مر التاريخ تلك الأمبراطورية والمعروفة بأسم الدولة الأخمينية التي أسسها كورش العظيم (الكبير) وموقعها الحالي دولة إيران وبحسب تقديرات المؤرخين فإن الأمبراطورية كانت تضم حوالي نصف البشر الموجودين على سطح الكرة الأرضية ونتيجة لتلك الأعداد الضخمة فإن الفرس كانوا يمثلون أضخم جيوش العالم، لكن وبالمقابل فأن تلك الأعداد الكبيرة لقوات الجيش الفارسي كان معها صعوبة في توفير الأسلحة لكل الجنود ولذا كان يتم التركيز على التدريب البدني للمقاتل الفارسي وكانت خطتهم تحويل هذا المقاتل لألة فتك وقتل حتى وإن كان بدون سلاح، وكان من بينهم مجموعة إستثنائية يتم إنتقائهم بعناية من كل هذا العدد الضخم من الجنود ويقومون بمنحهم أفضل الأسلحة وكانت تلك المجموعة هي افضل جنود الإمبراطورية أو ما يعرف اليوم بالقوات الخاصة (المغاوير) وهم مجموعة مُنتقاه بعناية من الجنود لقبهم لنا التاريخ بأسم جنود الفرس [الخالدون] ورغم الإختلاف حول أعدادهم فيما بين المؤرخين طبقاً لتقدير عدد الجيش الكلي، إلا أن هناك إتفاق عام حول كونهم أهم بل وأخطر وحدات الجيش الفارسي ، إنهم كتيبة الرُعب أو (الفرس الخالدون) هذه الوحدة [#الكتيبة] حوت عدداً من المُنتمين إليها بإجماع المؤرخين (10000) عشرة ألاف جندي يمثلون نُخبة النخبة لجنود الإمبراطورية الفارسية، وإنتبه معي جيداً نحن أمام أمبراطورية تتجكم في نصف عدد البشر الموجودين بالعالم ولك أن تتخيل كم الإختبارات والمشاق القاسية التي علي أساسها يتم إختيار جنوذ تلك الكتيبة؟!
##مهام وعمل كتيبة الخالدون :-
- كانت تلك الوحدة يتم الأستعانة بها لإنجاز أهم الأعمال سواء وقت السلم أو حال نشوب حرب ففي أوقات السلم كانوا الحرس الشخصي للأمبراطور اما حين إندلاع الحروب فيتم الإستعانة بالجزء الأكبر منهم في عمليات خاصه شديدة الخطورة ولذا كانت هذه الكتيبه منقسمة إلى وحدتين:-
- (الأولي) الوحدة الذهبية الخالدة وهؤلاء فقط [1000] ألف مقاتل مُلازمين للإمبراطور شخصياً طوال وقته، وليس هناك من يفوقهم تكنيكاً أو تسليحاً أو حتي فكراً وقتالاً بإختصار مجموعة وحوش تسير علي الأرض.
- (الثانية) الوحدة الفضية الخالدة وهؤلاء [9000] تسعة ألاف مُقاتل وتحديداً يرافقون الإمبراطور وقت السلم ويعملون بوظائف اخرى وقت الحرب وتلك المجموعة كانت بمجرد ان يتقدم أحدهم في السن اوتتراجع مهاراته القتالية أو مستواه بسبب المرض أو حتي الموت يتم فوراً إستبداله بجندي أخر جديد ومن هنا كان سر تسميتهم بِـ (الخالدون) لأنهم دائماً بمستوى مميز وعددهم محدد لا يتناقص أبداً مهما خاضوا من معارك - زِد على ذلك أنهُ كان يتم تسليحهم بأقوى أسلحة الإمبراطورية واكثرها تطوراً.
##تسليح كتيبة الخالدون :-
في هذا التوقيت كانت الرماح الضخمة والطويلة هي الأذيع صيتاً والتي كانت برؤوس ذات لون أحمر قاني نظراً لكثرة إصطباغها بدماء الأعداء ولهذا أشتهر جنود تلك الوحدة (الكتيبة) بأسم [حملة التفاح] بسبب رؤوس رماحهم والتي دائماً ما كانت باللون الأحمر وتم ذكر تلك (الكتيبة) للمرة الاولى على يد "هيرودوت" المؤرخ اليوناني وذلك في عام 913 قبل الميلاد ومن بعدها توالي ذكرهم لدى الكثير من المؤرخين ولكنهم إختلفوا حول وقت نشأة تلك الكتيبة أو هذه الوحدة فمنهم من يقول أنها تأسست في عهد الأسرات الأخمينية قبل الأمبراطورية نفسها والبعض الأخر ذهب لأنها تأسست على يد الأمبراطور كورش الثاني أو كورش العظيم مؤسس الأمبراطورية لكن معظم المؤرخين قد إتفقوا على أن تلك الكتيبة إستمرت حتى نهاية الإمبراطورية وحتى بعد ان سقطت على يد الإسكندر الأكبر ظل الفرس الخالدون يحاولون أن يعيدوا إحياء الامبراطورية مرةً أخرى بل لقد ظلت عادتهم وإهتمامهم في تنشئة وتربية أبنائهم على نفس القيم والأهداف ولهذا ظل الكثير من المؤرخين ينسبون لهم الفضل في تشكيل نواة الجيش الذي أعاد تأسيس الإمبراطورية الفارسية مرةً أُخرى ولكن بعد إنتصار جيش المسلمين في معركة القادسية بقيادة (سعد بن أبي وقاص) علي تلك الإمبراطورية الثانية والمعروفة بأسم "الساسانية" إختفى ذكر كتيبة الخالدون من التاريخ وإلى الأبد.
* أشتهرت تلك الكتيبة لدى أعدائهم وعند المؤرخين بأنهم أسياد الحرب النفسيه في المعارك القديمة بل وحتى كلمة الخالدين في حد ذاتها كانت جزءاً من التكتيك والإستراتيجية التي إبتدعوها لأنفسهم وسياساتهم الحربية.
وأسم تلك الكتيبه كان جزءاً من حروبهم النفسية والهاله التي يصنعونها لأنفسهم وحول أنفسهم وكانت كفيله بإيهام اعدائهم بانهم جنود ضد الموت وضد الهزيمة وكانوا دوما ما يعتمدون في تكنيكاتهم الحربية على أستخدام الأسلحة ذات التأثير النفسي حتى وان لم تكن ذات تاثيرحقيقي بداخل أو علي أرض المعركة، مثل إستخدامهم للسهام الخفيفة التي كانت مصنوعة من القصب والخوص والتي بالرغم من ضعف تأثيرها إلا أنها كانت خفيفة الوزن وهذا كان يعني أن كل جندي يستطيع حمل أعداد هائلة من تلك السهام فكان ما يحدث أنه وقبل أن يلتحم الجيش مع العدو أن يقومون بإمطاره بكمية هائلة من تلك السهام كانت تصل حد حجب ضوء الشمس عن العدو ما كان يؤدي الى قذف الرعب في قلب الجيش الأخر، وكذلك كانوا يطلقون الحيوانات المُفترسة والأفيال الضخمة ما يثير الرعب والذعر في نفوس الخيل وحالة من الاضطراب ربما إضطرتها لاسقاط فرسانها من علي سروجها، وحالة هائلة من التخبط ما كان يساعدهم علي الهجوم.
& وكان من أخطر أسلحه تلك الكتيبة الإختراع الفارسي الخطير وهو عبارة عن عربة حربية يجرها إثنين من الخيول ومثبت في عجلاتها شفرات قاطعه تدور معها وكل شفرة بطول من 65 سم إلى 70 سم وكانوا يقتحمون ميدان المعركة بتلك العربات التي تدخل بسرعة كبيرة ما يسبب سقوط العديد من جنود الجيش الأخر ومع المساحة الكبيرة التي تغطيها الشفرات كان العدد المتساقط أكبر، ما كان يسبب صدمة وإرتباك أخر في صفوف الجيش العدو للإمبراطورية الفارسية التي كانت تهتم جدا بتعليم وتثقيف جنودها على أفضل ما يكون وبالتأكيد كان جزءاً من الثقافه والتعليم هو المعرفه والإطلاع على ثقافات عادات وأديان الشعوب الاخرى فعلى سبيل المثال ذكر المؤرخين عن معركه (برسيوم) التي نشبت بين الفرس والمصريين سنه 525 قبل الميلاد النبي تلك المعركة استغل فيها جنود كتيبة الخالدون معلوماتهم عن إحترام وتقديس القدماء المصريين للقطط حيث ان من بين ألهة المصريين إله بأسم باستت على شكل قطة فوضعوا خطتهم علي أن يحمل كل جندي معه قط لميدان المعركة وبوصولهم يتركوا تلك القطط وحينما يرى المصريون هذا الكم الرهيب من تلك القطط يرتبكون حتي ولو للحظات وهذا ما سيقومون بأستغلاله للهجوم عليهم خلال لحظة حيرتهم ما بين هل يقتلون الحيوان الذين يقدسونه في معتقداتهم أم ينسحبوا من المعركة ويستحوذ الفرس علي النصر وبالتالي إستغل الفرس هذا الإرتباك في إختراق الصفوف.
##علي مرمي خطوة من إغتيال الإسكندر الأكبر:-
وبعيداً عن الاسلحة المخيفة وأعداد الجنود الضخمة فإن تلك الكتيبة (الخالدون) كان لها واقعة شهيرة جداً تاريخياً حادثة كانت على وشك تغيير التاريخ الذي نعرفه حالياً وهي حادثة قتل أو محاولة إغتيال الأسكندر الأكبر وكلنا نعلم أن الأسكندر المقدوني قد غزا كل الأرض المأهوله في وقته، تستطيع أن تقول أنه حكم كل الارض في وقته وهناك من قال أنه ذو القرنين وهذا خلاف الواقع فَذو القرنين كان مؤمناً.
لكن وبالرغم من كل تاريخه الحافل فقد إستطاعت فرقة الفرس الخالدين التي كانت على بُعد ضربة واحدة من تغيير كل شئ في معركة جرانيكوس سنة 334 قبل الميلاد حيث تمكن جنديان فارسيان من كتيبة الخالدين من إقتحام الصفوف وقتل كل حراس الأسكندر الأكبر حتى لقد وصلوا إليه شخصياً ووجهوا له ضربة شبه قاتلة وسقط احدهم خلال هذا الهجوم الإنتحاري وأستطاع الأخر أن يوجه ضربة إلى رأس الأسكندر- ضربة كانت قوية بحق وبأخطر سلاح يستعمله افراد تلك الكتيبة في وقتها وهو (البلطه) وهو سلاح وزنه خفيف على شكل فأس مدبب لكن نهايته حاده وقوية وكان التاريخ على بُعد ضربة واحدة من التغيير بعدما تمكنت الضربة الأولى بالفعل من تحطيم خوذة الإسكندر، ولكن ومن على بعد خطوات قليله قفز الضابط الكدون كليتوس كي يحمي الأسكندر الأكبر ويقطع يد الجندي وبالنهاية بالنسبه للكثير من المؤرخين كتيبة الفرس الخالدون كانوا يتميزون بالولاء والشجاعه وكانوا على قدر عالٍ من شرف القتال.
##الخاتمة:-
-----
المصادر /
https://short-jambo.ink/VhzWYYGG
https://short-jambo.ink/WmHdFR