الأغاديرلي - الجُندي الأخير!

6 دقيقة قراءة
0

"حسن الأغاديرلي" رفض الإنسحاب أو الإستسلام..

كثيراً ما أخبرونا أن أهل فلسطين هُم من باعوا أرضهم، هُم من تنازالوا - إستسلموا وباعوا أرضهم، ألم تسمع هذا من قبل؟

مَنْ حفاً بَاَعَ فَلَسّطِيِنْ؟ مَنْ خَانَ العَرب؟ مَنْ بَاعَ أُوليَ القبلتين، وثالث الحرمين؟ مَنْ سَلَمَ القُدس لِلخنازير؟

"حسن الأغاديرلي" رفض الإنسحاب أو الإستسلام..

##المقدمة

اليوم تعالَ معي لتعرف الحقيقة والحق حول ضياع أرض المسرى لنبينا، من كان حقاً خلف ضياع القُدس، وكل فلسطين.

- مقالتنا أو قصتنا حول بطل لا يعلمه الكثيرون ولم يسمع عنهُ الغالبية، رغم أنه قاوم، حارب وإستبسل من أجل أقصانا، قاوم بمفرده وحده وقليلاً من الرجال، قليلون جداً - قاوموا لمدة طويلة جداً، قاوموا سقوط الأقصى فمن هو هذا البطل؟ وماهي قصته؟ لنبدأ الحكاية أصدقائي الأحرار وعشاق التاريخ..


##قِصَةّ البَطَل

بداية الرواية كانت في نهاية 1916 في أوج إشتعال رحى الحرب العالمية الأولي أو الحرب العُظمي كما كانوا يطلقون عليها حيث إعتلى كرسي رئاسة الوزراء البريطانية أحد الفاسدين وإسمه (ديفيد لويد جورج)، هذا الفاسد كان شقيق والدته (خاله) إسكافي (مصلح أحذية) وهذا ليس سُبه، السباب الحقيقي محورهُ الفساد، ديفيد لويد هذا وبعد  أن أصبح مُستشاراً في حكومة بريطانيا وجه بأن تشتري الحكومة أسهماً في شركة ماركوني الإذاعية كي تُأسس فرعاً لها في إنجلترا، 

 وبعد أن أتمت الحكومة عملية الشراء إرتفع سعر السهم ليصبح في السماء  وهنا فجرت أحد الصحف البريطانية تلك الفضيحة لتقول أن تلك الحكومة والتي ينتمي لها ديفيد لويد جورج  هي حكومه فاسدة  حيث أنهم قد أشتروا أسهم الشركة وهم يعلمون أنها سترتفع وبالفعل باتت قضية فساد كبيرة،  والغريب أنه بدلاً من أن يودع في السجن بات رئيساً لوزراء المملكة الإنجليزية، وكان أول قرار قد وقعه بعد توليه المنصب أن عين "اللورد ألنبي"  قائداَ جديداً للتجريدة المصرية في سيناء وفلسطين  وأصدر أمراً واضحاً إلى الجنرال ألنبي بأن يحتل فلسطين كلها وان يبسط نفوذه خصوصاً على القدس، وهذا الامر يجب تنفيذه قبل الكريسماس  ونظراً لأن ألنبي هذا كان رجلاً عسكرياً تابع لجيش الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس فقد إلتزم بتنفيذ الأمر، وقد كانت فلسطين في وقتها تحت حكم الدولة العثمانية، وبما أنهم كانوا طرفين متحاربين في صراع الحرب العالميه الاولى

 فقد إستطاع الجنرال ألنبي إنجاز المهمة في وقتٍ قصير وبمعاونة دول وقوات عربية  ليعود لاحقاً في السبعينات علي لسان السادات ليخبرك بان الفلسطينيين هم من باعوا أرضهم.

- إن صناعة الثورة العربية ضد الدولة العثمانية كانت أولاً بقيادة الشريف حسين وهو جد ملك الأردن  الملك عبد الله ابن الحسين الموجود حالياً وكذلك إبنه فيصل وكان بصحبتهم ضابط مخابرات كبير جداً إسمه توماس إدوارد لورنس المعروف بإسم"لورانس العرب"  الان وبعد ان علمنا أن إمارة شرق الاردن متواطئة وتساعد الانجليز بصنع حاله تسمى الثوره العربيه  وكل هذا ان يصبح الشريف حسين ملكا على العرب ولكن في الحقيقه من كان على الارض يحارب الدوله العثمانية دعني افاجئك واخبرك بان من كان يحارب الجيش العثماني هو الجيش المصري حيث كانت مصر تحت الاحتلال وكان جزءاً أساسي من قوام الجيش الانجليزي في الحرب العالميه الأولى فقامت بحصار الجيش العثماني وقطع الامدادات عنه وفي النهايه وبعد فوزهم قاموا بنفي الشريف حسين

- إذاً إنتبه جيداً للكلمات التالية، التجريدة المصرية التي يتكون منها الفيلق الانجليزي الذي يقوده الجنرال ألنبي حاصروا الجيش العثماني في فلسطين وإستولوا على القدس ، تلك التجريدة المصرية العظيمة التي يقودها المُحتل "الجنرال ألنبي" إستطاعت تمكينه من الأراضي الفلسطينية ولاحقاً سيكون هناك حديثٌ أخر حيثُ سيتم تسليم تلك الأرض لغاصبٍ جديد طبقاً لسايكس بيكو، الفيلق (التجريدة) المصرية "جيشنا العظيم تمكن من إسقاط وأحتلال غزة وبئر سبع، أزيدُك من الشعر بيتاً جنود الهند الذين تحتلهم بريطانيا أيضاً رفضوا المشاركة في دخول مكه خوفاً علي مشاعر المسلمين في الهند لكن فعلها جيشنا الخرافي العالمي وسقطت يافا وسقطت الرملة، بسهوله ليبدأ بعدها الزحف البريطاني نحو مدينة القدس، حاصرها ألنبي فما كان من القائد العثماني للمدينة سوى التوجه للشيخ/ حسن الحسيني رئيس بلدية القدس ليقنعه بضرورة الإستسلام حفاظاً علي المدينة المقدسة والمسجد الأقصى  من قذف المدفعية والتخريب وقال له حرفياً:-

"سلم نفسك يا مولانا لأنهم سيهدمون المسجد الأقصى بالمدافع"

وبالفعل تم الإستسلام 1917 لتدخل القوات البريطانية مدينة القدس وتسقط المدينة المقدسة للمرة الأولي منذُ تحريرها علي يد صلاح الدين الأيوبي من أيادي الصليبين ويعلن رسمياً جلاء الأتراك العثمانيين وسقوط القدس للمؤامرة (المـ،ـاسـ ـونيـ،ـة) ويُقال والعهدة علي الراوي بأن أحد قادة الإنجليز وضع قدمه علي قبر صلاح الدين وقال :-

"ها قد عُدنا يا صلاح الدين"

وأعلن الإنجليز سقوط الخلافة الإسلامية مُمثلة في الدولة العثمانية وسقوط القدس وكل فلسطين، لا تحزن عزيزي القارئ فقبلها سقطت الإندلس الأمر أصبح مُعتاداً حتي أن هناك بعض العلماء قد فرحوا بجلاء القوات العثمانية وطبعاً دخول الإنجليز وهنا أيها المتابعين الأحرار نبدأ في خط ملحمة اليوم حول المقاوم، المدافع عن الأقصي عن البطل اليوزباشي/ حسن الأغاديرلي هذا هو أسمه وبداية الأحداث حينما ذهب قائد الدفاع والحماية عن الأقصي لكتيبتُه ويقف منتصباً في وسط الجنود قائلاً :-

(أيها الأسود إن دولة الإسلام العالية متمثلة في الدولة العثمانية العليه  تمر بضيق كبير وتربص، وجيشنا المجيد يستنزف والقيادة تأمر بإستدعائي لإسطنبول ويجب أن أُلبي الأمر وأذهب وإلا أكون رفضت طاعة الأمر وهذا عصيان، من أراد منكم العودة لبلاده فلا مانع ولكني أقولها لكم أن القدس أمانة السلطان سليم في أعناقنا ولا يجوز أن نخون هذه الأمانة أو أن نتخلى عنها، وأنا أنصحكم بالبقاء حُراساً هُنا، كي لا يُقال أن الدولة العليه العثمانية تخلت عن القدس وتركته للضباع، أو أن دولتنا قد تخلت عن إولى القبلتين لأعظم من وطأت قدمه الأرض، سيدنا محمد صَلَ الله عليه وسلم، وسيكون هذا إنتصاراً حقيقياً لأعدائنا، فلا تضعوا عزة الإسلام وكرامة الدولة العثمانية العليه أسفل نعال الأنجاس)

ويقول حسن الأغاديرلي.فمكثت كل وحدتنا في القدس ولأجل القدس، لأننا لم نرضى أن يُقال أن الدولة العُثمانية تخلت عن القدس، أردنا ألا يُباح الأقصى وألا يبكي القدس بعد أربعة قرون، كي لا يتألم نبينا الكريم إن تخاذلنا عن الزود عن أول قبلةٍ توجه إليها في صلاته، فهل تعلم كم كان عدد جنود تلك الكتيبة التي ظلت لحماية القدس؟

لقد كانوا إثنان وخمسون (52) جندي عثماني، ظلوا ماكثين وثابتين بقلب القدس في فـ ـلسـ،ـطين التي سقطت بكاملها في أيدي الخنازير، رغم أن قائدهم أخبرهم بعودته لأسطنبول وأن من أراد العودة معه فليستعد للعودة إلا أنهم أصروا علي البقاء، فقط كي لا يحزن نبيُنا، لم ينسحبوا أبداً، يقولُ بطلُنا "حسن الأغاديرلي" :-

"لم يهزمنا عدو ولكنها أقدارُنا ، ونحن ثابتون لحماية الأقصى"

- العريف حسن الأغاديرلي أعرب قائلاً:-

 لازلت أؤدي عملي وملتزم بمهام وظيفتي حارساً للأقصى والقدس الشريف هذا ما قاله في عام 1972.

أي أن حسن الأغاديرلي مكث من سنة 1917 إلي سنة 1972 حينما إلتقى بصحفي تركي ليجري معه حوار طويل روى خلاله اليوزباشي حسن قصته للعالم للمرة الأولى وقد إستُشهد كل رفاقه الأثنان وخمسون وطلب من الصحفي في نهاية الحوار طلبٌ أخير أن يذهب لقبر القائد الذي طلب منهم المكوث للدفاع عن القدس، هذا القائد أخبرهم بعودته إلي إسطنبول وقال لهم القدس، المسجد الاقصى أمانة في أعناقكُم فلا تخونوا الأمانة ولا تفرطوا بها، هذا القائد إسمه مصطفى حسن الأمباشي وحينما إلتقى حسن الأغاديرلي الصحفي التركي طلب منه أن يذهب إلى قبر هذا القائد ليخبره بأن الجنود الذين تركهم قد وفوا بالعهد ، وظل حسن الأغاديرلي وفياً للعهد وحارساً للأقصى من عام 1917 حتى عام 1984 إلي أن توفاه الله.

- قال عنهُ إمام المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري :-

"كان حسن الأغاديرلي حزيناً صامتاً طوال الوقت حيث ترك المسلمين القدس، ولم يسعوا لتحرير الأقصى"

* الواقع يُخبرنا أن أهل فلسـ،ـطـ ـين لم يبيعوا أو يتنازالوا أو يتركوا أرضهم، نحنُ العرب من فعلنا هذا.

تلك كانت عبارة الشيخ عكرمة صبري - أطال الله في عُمره نقلاً عن حسن الأغاديرلي، وبعيداً عن شيوخ وعلماء المُسلمين قالها الفنان نور الشريف وهو يتحدث عن فيلم "ناجي العلي" فقال :- (فلسـ،ـطـ ـين والقضية الفلـ،ـسطيـ ـنيه ضحيه النُظم العربية)

##الخاتمة

سبعةٌ وستون عاماً والأغاديرلي هذا الجندي التركي صامد مُستبسل في الدفاع عن الأقصى "القُدس"، لم يترك المسجد حتي وفاته من 1917 حتى 1984 وهذا تصديق لقول المولى عز وجل :-

{مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا...} [الأحزاب:23]

- رحم الله البطل "حسن الأغاديرلي" الفارس الذي رفض إلقاء سلاحه أو الأستسلام

وظل وفياً لفلسطين والقُدس، للأقصى حتى لقى الله عز وجل.

مصطفي شوقي

@مصطفي_شوقي

مؤسس مدونة "مَعَ قَلَمِيّ" . مدون مصري عاشق ومدمن للتاريخ، رواية تاريخية دون تشويه، أبلغ من العمر 40 عاماً، التاريخ كما يجب أن تعرفه ً ما أخفوه عنك، أسرار لا يريدونك أن تعرفها!
  • الحقيقة الكاملة
  • مدون
  • من لم يعرف ماضيه لن يُدركَ أبداً واقعُه
  • خبايا التاريخ بِشكلٍ صادق،وبلا تحيز

إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
أقبل !