#أسرار التاريخ: تورط المخابرات الأمريكية في انقلاب عام 1953 في إيران!.
- كشفت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية عن وثائق تؤكد مشاركتها المباشرة في انقلاب 1953 في إيران. نُشرت هذه الوثائق على موقع أرشيف الأمن القومي، وهي منظمة غير حكومية تجمع المواد التي رفعت عنها السرية. كما تم عرضها على موقع بي بي سي نيوز.
وأكدت 12 وثيقة تم الكشف عنها علناً دور وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في تخطيط وتنفيذ عملية أجاكس، التي كانت تهدف إلى الإطاحة برئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق وإعادة الشاه محمد رضا بهلوي إلى السلطة. وشرح مؤرخون من الوكالة التدابير المُتخذة للتخفيف من التداعيات السلبية على الولايات المتحدة بعد تورطها في تلك العملية.
وكان من بين الأسباب المذكورة في الوثائق لتدخل وكالة الاستخبارات المركزية في السياسة الداخلية الإيرانية هو ترجيح كبير لإحتمال سقوط ”ستار حديدي“ على البلاد. وكان ذلك يشير إلى انتصار السوفييت في الحرب الباردة وخسارة الغرب في الشرق الأوسط، كما أشار إلى ذلك أحد مؤلفي العملية، دونالد ويلبر، في تقريره.
وقد سبق لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت أن تحدثت في عام 2000 عن دور أمريكا في الإنقلاب، بينما تناول الرئيس السابق باراك أوباما القضية في خطابه في القاهرة عام 2009.
* [الوثائق المُفرج عنها مؤخراً ]
ومع ذلك، تُقدم الوثائق التي كُشف عنها مؤخراً رؤى مُفصلة عن التدخل الأمريكي الذي دَبرَ الإنقلاب والدوافع التي تقف وراءه.
فقد انتخب الإيرانيون مصدق في عام 1951، وكان من أوائل أعماله تأميم صناعة النفط التي كان يهيمن عليها البريطانيون آنذاك.
وبالإضافة إلى قرار التأميم، كانت الحرب الباردة عاملاً آخر دفع واشنطن إلى الإطاحة برئيس الوزراء الإيراني الجديد، إذ كان الساسة الأمريكيون قلقين للغاية من تحالف مُحتمل بين إيران والاتحاد السوفيتي.
وتشير الوثائق إلى أن كلاً من المخابرات الأمريكية والبريطانية دعمت القوات المُناهضة لمُصدق وسهلت وتيرة تصاعُد الإحتجاجات المُناهضة للحكومة. بعد ذلك بوقت قصير، إنضم الجيش إلى حركة المعارضة وأطاح بالحكومة.
عزز دعم الولايات المتحدة موقف الشاه محمد رضا بهلوي، الذي كان قد هرب من إيران أثناء النزاع مع مصدق لكنه عاد بعد الإطاحة بالحكومة. وحافظ على سلطته حتى ثورة 1979. وقد طلب نائب أمين الأرشيف مالكولم بيرن هذه الوثائق بمناسبة الذكرى الستين للإنقلاب الذي وقع في 19 أغسطس 1953. وذكر بيرن أنه ”لا توجد الآن أي أسباب لإخفاء هذا الجزء المهم من ماضينا“، مشيرًا إلى أن العديد من الوثائق المتعلقة بالأحداث في إيران لا تزال سرية.
تجدر الإشارة إلى أن الوثائق التي تؤكد تورط وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في الانقلاب في إيران تم نشرها على الملأ. وقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز في عام 2000 تقريرًا عن الدعم الأمريكي والبريطاني للإطاحة بالحكومة الإيرانية وكشفت عن أسماء أفراد من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الذين شاركوا في العملية.
***
المصدر/